الأجساد في بثّها الدائم: مقابلة مع راديو إرث هولد

كريم أسطفان

العمل الفني: أصداء الضجة - الفنانة: سارة ساروفيم

كريم أسطفان يحاور راشيل ديدمان، وأرجونا نيومان ولورد سيلس

يبدأ البث بأمر من مصدر غير معروف، موجه إلى مستمع مقيّد: إبقَ ساكنًا. إنه صيف ٢٠٢٠ وأنا هذا المستمعُ المقيد، أذوب في الأصوات الآتية من سماعات الرأس، فيما أجلس على مكتبي، كما جلست لساعات وأسابيع وشهو، منذ انتشار فيروس كورونا،  وضعه الكثيرين في العالم تحت الحَجْر. أنتَ على وشك الدخول في حجرة التصوير بالرنين المغناطيسي، يستمر الصوت، مما يزيد من شعورك بالأسر، وبالخوف من تشخيصٍ مروّع. هذا البث ليس عن جائحة كورونا، لكنّ له القدرة مع ذلك، على التحدث في هذه اللحظة بالصفات الفريدة لصوت الراديو: مخاطبًا العالم مباشرةً كما لو أن الصوت يأتي منَ العدم. يستجوبك الصوت ويدخلك لتندمج في السياق السمعي.

“راديو إرث هولد ٠٠١: الصوت الكولونيالي” (Radio Earth Hold 001: The Colonial Voice) مقالٌ إذاعي ثاقب مدته ثلاث وثلاثون دقيقة، أُنتج بالتعاون مع راشيل ديدمان وأرجونا نيومان ولورد سيليس لبينالي قلنديا في ٢٠١٨. يستكشف راديو إرث هولد، مواضيع تشمل تاريخ الراديو في فلسطين المحتلة، وحماية مياه السكان الأصليين في في ستاندينغ روك، وتجارب الولادة والرحم، والطرق التي تتكوِّن الذاتية فيها عبر الصوت. إن ربط هذه الموضوعات المتنوعة ببعضها، هو استقصاء للتداعيات الفلسفية والسياسية لما أسميته أعلاه  بـ”صوت الراديو”، ولكنّ هذا الصوت هو في الواقع ظاهرة أكثر عمومية وترتّبية، ظاهرة الصوت الأكوسماتي، الصوت غير المرئي، والمجهول المصدر. بالنسبة لراديو إيرث هولد ، هذا هو صوت السلطة، وصوت إله التوراة والإنجيل، وصوت الاستعمار الاستيطاني والقوة الأبوية. نجد في هذا الصوت نوعًا من التناظرية الصوتية،  وتمهيدًا سياسيًا للـ”بانوبتيكون”. إلا أن الصوت الأكوسماتي، هذا يحمل كذلك، إمكانات بيئية ومجالات لمساواة أوسع أيضًا، يتجلى ذلك في التجربة الحسية المترابطة والمتكاملة بين الأم والطفل، أو في صدى الكواكب، أو ما يعرف بالراديو الطبيعي (وهو الترددات المنخفضة الناتجة عن الاضطرابات داخل الغلاف الجوي للأرض). تُختتم الحلقة الأولى، المعنونة بـ”الصوت الكولونيالي”، بتحدٍ يبعث على الأمل، داعيًا إيانا لمواءمة أنفسنا مع حقيقةٍ صوتيةٍ مفادها أنه عبر مختلف الأنواع والمقاييس، ولسد الفجوة بين الموضوعات والأشياء، “تستمرّ الأجساد بالبثّ”.

تحدثتُ مؤخرًا مع مؤسسي راديو إرث هولد حول موضوعات “الصوت الكولونيالي”، سائلًا أياهمًا أن يفسروا بشكل أعمق، تحليلهم السياسي للصوت الأكوسماتي. أعرض هنا نص المقابلة التي أجريناها عبر تطبيق زووم.

كريم اسطفان: بحثتم في “الصوت الكولونيالي” في مفاهيم مثل الأبوية والسلطة الإستعمارية بشكل كبير عبر تتبعكم لتاريخ الراديو في فلسطين، منذ الانتداب البريطاني، وشركة الإذاعة الفلسطينية، إلى المؤسسة الإذاعية في فلسطين ما بعد أوسلو. كيف بحثتم في التواريخ السياسية والإجتماعية للراديو والصوت، نسبةً لاهتماماتكم وعملكم المختلف في التقييم والكتابة؟ وكيف شكّلت العوائق الموجودة في نطاق البث الفلسطيني حسّكم السياسي حول إمكانيات الراديو؟

راديو إرث هولد: بدأنا ندخل عالم الراديو عندما كانت راشيل تعمل في بيرزيت، على تقييم معرض للمتحف الفلسطيني حول التطريز، والفساتين والأقمشة الفلسطينية. حوى هذا المعرض غرضًا فيه شيء من الغرابة، كان على هيئة غطاء قماشيّ صغيرة مطرّزة. أخبر صاحب هذه العلبة راشيل، بأنه كان غطاء لراديو ترانزيستور، كان يحمله راعٍ في الحقول في الثلاثينات أو الأربعينات من القرن الماضي، بينما كان يرعى أغنامه. لعلّ امرأة الراعي، أو قريبة له، كانت قد خيّطت هذه الغطاء الجميل، وأنه وُضع في المعرض في القسم الذي يظهر علاقة الرجال بالتطريز.

كنا قد ناقشنا، نحن الثلاثة مسائل التضامن الدولي، والموروثات الاستعمارية، وفلسطين، والأصالة منذ أن التقينا لأول مرة في برنامج فضاء أشغال داخلية في أشكال ألوان بين عامي ٢٠١٣ و ٢٠١٤. تشاركنا عندئذٍ، اهتمامنا بالصوت وسياسات الاستماع. وجدنا لذلك ضرورةً لإجراء مزيد من البحث عن السياق التاريخي لغطاء الراديو التي صادفته راشيل.

عندما بدأنا نتتبع تاريخ الراديو في فلسطين، وجدنا أن أصوله الاستعمارية تخفي مظاهرًا لبدايات التحكم في الاتصالات والتواصل، كجزء من البنية التحتية للاحتلال. بدأت الإذاعة في فلسطين في عهد الانتداب البريطاني ، وكانت في وقتها أشبه بامتداد لهيئة الإذاعة البريطانية. تم تقسيم بثّها في ذلك الوقت، إلى اللغات العربية والإنجليزية والعبرية، وتم تحديد محتواها من قبل الأيديولوجية الاستعمارية. لم يكن في الإذاعة مكان للسياسة ، بل خدمت بشكل أكبر كوسيط لإعلام وترفيه المهاجرين البريطانيين والمستوطنين اليهود، وتثقيف بعض “الفقراء العرب”.

ظهرت إذاعات مقرصنة على الفور رداً على الإذاعة المدارة عبر الإستعمار، من الجانبين الفلسطيني والصهيوني على حد سواء. تندر المواد التي بثّت عبر الإذاعات الفلسطينية المقرنصة بشكل كبير، ويصعب الحصول عليها، إلى أنه من المرجح أن تكون هذه الإذاعات قد خدمت كأدوات تنظيم للعمال العرب والفلاحين خلال الثورة الكبرى بين أعوام ١٩٣٦-١٩٣٩.  أصبحت الإذاعة الفلسطينية بعد النكبة إذاعة لامركزية، ثم انتقلت إلى الأردن. استمع الفلسطينيون أكثر إلى الراديو من بيروت والقاهرة وغيرها من المدن العربية.

استمر استخدام الراديو كأداة للمقاومة، فكان الراديو حاضرًا خلال الانتفاضة الأولى، في الوقت الذي كان على الفلسطينيين أن ينتظروا فيه قرابة السبع سنوات لكي تقوم شركة الهاتف الإسرائيلية بتركيب خطوط هواتف لهم في الضفة الغربية. تستمر اليوم هندسة احتلال الاتصالات السلكية واللاسلكية وتستمر مقاومتها بطرق مختلفة. منحت اتفاقيات أوسلو الفلسطينيين الحق في وكالة اتصالات، لكن بنيتها التحتية وُضعت تحت السيطرة الإسرائيلية. وقد أعاقت عوامل عدة الإتصالات لدى الفلسطينيين، ومنها الافتقار إلى تقنية الجيل الثالث 3G في الضفة الغربية حتى عام ٢٠١٨، واستمرار تدمير المحطات الإذاعية وأبراج الهواتف الفلسطينية. وجد الفلسطينيون على الرغم من ذلك، طرقًا إبداعية للتغلب على هذه العوائق ولا يزال الراديو ، نظرًا لبساطته التقنية، أداة أساسية تحمل إمكانيات الاتصال على مستوى بعيد المدى.

ك.أ: تُقابَل المقاومة الثقافية الفلسطينية، سواء عبر الراديو أو غيره ، بقمع شديد عمومًا. يذكرني حديثنا بما كتبه فرانتس فانون، موضحًا كيف كانت السلطات الفرنسية تراقب ترددات وتشوّش بث إذاعة “صوت الجزائر الحرة المكافحة” خلال الثورة الجزائرية، مما أدى إلى حالةٍ أطلِق عليها “حرب الموجات الصوتية”. هل يمكنك التحدث عن الطرق التي حدّت بها إسرائيل من إمكانيات الفلسطينيين لبناء شبكة إعلام وطنية في غياب الدولة؟ هل بدأت حرب صوتية مماثلة في فلسطين في السنوات الأخيرة؟

ر.إ.ه: ثمّة أدلة كثيرة على التشويش والتعطيل والجهود المستمرة لتقويض ومنع حريات وحقوق الاتصالات الفلسطينية. قمنا في الصوت الكولونيالي بأخذ عينات من أصوات مداهمات جيش الدفاع الإسرائيلي وتدمير محطات البث الفلسطينية وإنزال أبراج الراديو. نعلم أيضًا بأن الجيش الإسرائيلي يتنصّت باستمرار على خطوط الهاتف، فيما يستمر بعمليات الهدم الغير القانونية للمنازل في غزة. في العادة، يتصّل الجيش الإسرائيلي بالفلسطينين معلمًا إياهم بوجوب إخلاء منزلهم، ثم يرمي فوق سطح البيت قنبلة صغيرة تسمّى بـ”طرقة السقف” وهي بمثابة الإنذار الأخير لإخلاء المنزل قبل تدميره بالكامل. يقع هذا الإتصال، في بنية القوّة التي تسيطر على التواصل وبناه التحتية، ويزيد في إحساس الفلسطينيين الدائم بأنهم مراقبون، وأنهم عرضة للتنسط والتجسس على دوام، وقد انتقل هذا الإحساس إلى لبنان، حيث حاولت إسرائيل اختراق شبكة المنار التابعة لحزب الله كما وحاولت التنصت على هواتف الناس.

نجد بأن المثال الجزائري مثال رائع. تصف الكاتبة والقيّمة الفنّية ياسمينة ريجاد في عملها حول استخدام الراديو خلال حركات التحرير الجزائرية ، طريقة الإستماع للراديو من داخل المنزل، قرب الموقدة، والعلاقة الحميمة التي تنشأ مع الإذاعة داخل مجتمعها. تصبح مشاعر الشراكة والقرابة التي ينتجها الراديو، في جميع أنحاء العالم ، مشحونة بشكل خاص في سياقات المقاومة.

ك.أ: يتكرر مفهوم الجسد كأداة بثّ في الصوت الكولونيالي. أريد أن أتحدث عن العلاقة بين الراديو والتجسّد، كما تظهر في بحثكم. ما الذي يمكن أن يكشفه الصوت عن أجسادنا، والعلاقات المتبادلة والروابط التي لا تستطيع الحواس البشرية الأخرى الكشف عنها؟ وما هو القصد خلف مفهومي “تردد بدون سبب” أو “صدى بدون مصدر” ، والذي تصفونه عبر الحلقة.  أريد أن نتحدّث أكثر عن تجربة الطفل في الرحم التي ذُكرت أيضًا.

ر. إ. ه: قد لا يكون ما سنقوله  جوابًا مباشرًا على أسئلتك، لكننا أصبحنا مهتمين جدًا بالراديو الطبيعي، وهي ظاهرة يتردد فيها صدى أصوات الرعد من جانب واحد من الكوكب ، وترتد على طبقة الأيونوسفير، ثم يتم التقاطها على خطوط الهاتف باعتبارها بصمة صوتيّة مميز. يعمل الراديو الطبيعي بشكل صوتي بحتٍ بمعنى ما، لاستحالة تعقب مصدر الرعد. أحببنا في هذه الفكرة حقيقة أن يكون صوت الرعد بداية للاتصالات الهاتفية،  في الصوت الذي نسمعه عند التقاط سماعة الهاتف. قبل الألياف الضوئية ، كانت جميع الاتصالات غارقة في هذه الأصوات الكوكبية التي تعبر نصفي الكرة الأرضية. في كل مرة كان ينطق فيها أحدهم بكلمات “أنا … أنا … أحبك …”، كانت كل الوقفات، المعلقة في الجو الصوتي للراديو الطبيعي، تُملأ عبر أصوات الرعد التي تردد من الفضاء الخارجي. إنه أمر حميمي، لكنّه شديد الاتساع  في نفس الوقت.

يأتي مفهوم “الصدى بدون سبب” من دراسة الفضاء الصوتي للأم والجنين. يسمع الجنين داخليًا وخارجيًا، وتكون هذه التجربة غالبًا، أولى التجارب الحسية لمعظم الثدييات. يتردد صدى الأصوات الخارجية لغناء الأم في الرحم مثلًا، وينسبه الجنين إلى الأم وإلى نفسه في ذات الوقت، فيما يشبه الإحساس بتعدد الذات، وينسبه أيضًا إلى جهة غريبة أو صوت أكوسماتي. أثناء بحثنا في هذه التجربة المدهشة والشاملة، أدركنا أن أحساسنا الأول بالذات يكون أكثر تعقيدًا، وأقل فردية من التفسيرات الكلاسيكية مثل مرحلة المرآة اللاكانية، والتي تنسب فصل الفرد عن الأم إلى وظيفة العينين. نفضل التأكيد على الوحشية في قول أننا جميعًا نبدأ جميعًا الحياة كأكثر من نفسنا، ولكن أقل من نفسين. ثمة في هذه التجربة شيء غريب على المفاهيم الغربية والفردية للولادة، وعن الممارسات الأصلية والراديكالية للقبالة. إن مفهوم الجماعة منذ الولادة، والذي يمتد على طول الحياة، هو مفهوم قديم يحظى باحترام عميق.

نلاحظ في تنظير الصوت الاستعماري أن قصة “سفر التكوين” ترخي بظلالها على تجربة الصوت لدى الجنين من خلال تمثيل صوت الله التوراتي، الذي يعتبر صوتًا أكوسماتيًا أيضًا، وكأنه يصدر من العلى، ومن المناصب الرفيعة، ثم يعاد نشره باعتباره صوت السلطة المتواجد في كلّ مكان، صوت لا يقبل الشك.

ربطًا بصوت الهاتف قبل سقوط القنبلة، ومكبر الصوت الذي لا يمكنّ الرد عليه ، والصوت البيروقراطي الذي لا يقودك أبدًا إلى إنسان، حاولنا إعادة الصوت الأكوسماتي إلى تعدده ، في بحثنا حول الأم والطفل، وفي بحثنا أيضًا حول الراديو الطبيعي الكوكبي.

ك.أ: كيف تختلف نظرية السلطة عندما نقاربها صوتيًّا؟ أفكر في الكيفيات التي يتم تصور القوة والمعرفة عبرها، وخاصة في الفكر الغربي، الذي يربط القوة دائمًا بالرؤية. تفترض النماذج التي تتمحور حول العين ارتباط الرؤية بالمعرفة الشاملة. يقال، أن نرى يعني أن نصدّق، ونتخيل سلطة الدولة من خلال نماذج مثل البانوبتيكون. منذ أفلاطون ، مُنحت الكلمة المكتوبة الأسبقية على الكلام المحكي…

ر.إ.ه: اعتبرت العيون المحور الرئيسي لمفاهيم مشروع التنوير. وكانت الشهادات والمراقبات البصرية وحدها تكفي لتثبيت الحقائق. نحن منخرطون في نقد تمحور فلسفة الاستعمار حول العين، إذ يشكل الصوت بالنسبة لنا، عنصرًا أكثر إثارة للاهتمام من البصر من حيث المقاومة. يهدف نقدنا للبصر إلى فتح مساحة للصوت، وطرح أسئلة تأملية حول كيفية فهم العالم بشكل مختلف إذا ما كان الصوت أكثر مركزية في نظرية المعرفة.

تجدر الإشارة أيضًا إلى أن الصوت حاسة غير اتجاهية، على عكس البصر، الذي يعتبر أكثر إحساس اتجاهيّة، ولهذا السبب يعتبر أشد الحواس افتراسًا. يملك البشر، عيون تصنّف بيولوجيًا في خانة عيون المفترس، وتختلف عن عيون الفريسة، الموجودة على جانب الرأس للسماح بمجال رؤية أوسع.

 ك.أ: ظهرت مجموعة من المبادرات الإذاعية المجتمعية عبر الإنترنت في فلسطين، ولبنان، وفي أماكن أخرى يجتازها بحثكم، – راديو الحارة مثلًا، وراديو الحي، وراديو الكرنتينا، وغيرها – منذ أن فرض الحجر بسبب جائحة كورونا. ما الإمكانيات التي تطرحها هذه المبادرات في هذه اللحظة من الأزمة العالمية؟

ر.إ.ه: أعاد الحجر إحياء اتصالنا اليومي بالراديو وبمحطاتٍ كتلك التي ذكرتها، والتي وجدنا فيها تجاربًا مهدئة تبعث على الراحة. مهما تقدّمت التكنولوجيا، يبقى فعل بث الموسيقى أو الأصوات أو أي محتوى صوتي آخر في الوقت الفعلي إلى مجتمع بعيد أو أكثر له فعل يحمل أثرًا جامعًا وواضحًا. تكون وحدك، لكنّك تشعر في نفس الوقت، على نطاق ما، كما لو كنت مع الآخرين يشبه ذلك الشعور الإحساس الذي يعطيه الرقص. ثمة شعور بالترددات يحصل لدى الجميع، في تجربة متزامنة وعميقة تحُس على جدران معدتك، ومعدة أشخاص آخرين،  ويتردد صداها بشكل جماعي.

تسنّ هذه المحطات عبر الإنترنت، حميمة أممية تجمع الناس من شتى أطراف العالم، وهي مثال آخر على الراديو الذي يعمل على مستويات متعددة.

يمكنكم سماع راديو إرث هولد ٠١: الصوت الكولونيالي على هذا الرابط:

https://soundcloud.com/user-854660269-405465536/radio-earth-hold-colonial-voice